قبل كل شيء أنوه إلى أن الجاذبية لا تعني بالضرورة الجمال والوسامة أبدا. فبإمكان أي شخص حرم من جمال المطلع أن يتطبع بجاذبية فائقة. وقد يتسم بجمال مفرط ولكنه لا يكون جذابا على الإطلاق.
وأن تعرف جيدا أي هذين النمطين يكون أكثر استقطابا لمشاعر الود والمحبة.
فالجاذبية صفة مكتسبة ننميها بوعي منا أو دون وعي.
والآن لنرى كيف يمكننا أن نحقق الجاذبية لأنفسنا؟
1- إحرص أن يكون ظاهرك أنيقا:
كن منسق الهندام. التزم بالنظافة. فتناسق ونظافة مظهرك يجعلك تلقائيا جذابا. هنالك من يسيئ الفهم ويجهد، انطلاقا من تصوراته الخاطئة، لتحقيق لنفسه من خلال تصميمات ملبسه العجيبة والغريبة.
ما يهم في ملبسك هو أن يكون منسقا ونظيفا وفي الوقت نفسه بسيطا.فرعايتك لنظافة ألبستك وكيها أمر يحظى بتأثير نفسي متميز في الأشخاص.فالأشخاص الذين يهملون مظهرهم ولا يعيرون أناقتهم أهمية يقللون بذلك من حظهم من الجاذبية والنفوذ والتأثير. فوساخة الجسم والشعر الاشعث وعدم تناسق الألبسة، تقلص حتى الدور الفاعل لكلامك اللبق والصحيح والإيجابي.
وأصدقاؤك ممن تربطك بهم علاقات حميمة صورة كاملة ومرآة واضحة لك في رأي الآخرين. والأبناء الذين لم يعتادوا على رؤية أبويهم في المنزل بمظهر أنيق قلما ينصاعون لكلامهما. مثل هذين الأبوين يفشلان في تكوين علاقات حميمة مع أبنائهما.
والإنسان بطبيعة حاله ينجذب نحو المتميزين بالأناقة. فلنأخذ هذه القضية بنظر الإعتبار قبل أن يلتقي أبناؤنا شخصا أنيقا في خارج المنزل فينجذبون إليه وربما تلقوا تأثيرا سلبيا منه أيضا.
2- أكثر من السكوت:
يركن الأشخاص عادة إلى الثرثرة الزائدة من أجل تحقيق جاذبية أكبر، في غفلة منهم بأنهم قد أخطأوا في حساباتهم.
فالمكثرون من الكلام والمثرثرون يخفضون بذلك من مستوى جاذبيتهم.
في المقابل، يكسبك السكوت والإنصات في الحقيقة طابعا أكثر عقلانية وخبرة، وأكثر استحقاقا للثقة. وهي ارضية ممهدة لتكوين علاقات حميمة.
3- كن لطيفا رقيقا أثناء تحدثك:
عندما تتحدث برقة ولطف تكتسب جاذبية ووجاهة.
فالجاذبية لا تستلزم التخبط والمكابرة في الجهد، بل ترتبط بالفراغ والهدوء والمرونة.
لا تصرخ. لا تثير الضجة. لا تتهالك. فالأشخاص الإنفعاليون عصبيا والعنيفون والضوضائيون لا يمثلون شخصيات مناسبة لارتباطات حميمة أو لوضع الثقة فيهم.
لست ملزما بتقمص الحالات السلبية لتحقيق النفوذ، فانك مثلا عند التعامل مع شخص انفعالي عصبي المزاج كثير الصراخ غير مكلف برفع صوتك صارخا للنفوذ إليه. ولكن مع ذلك تمظهر بظاهر مشابه تقريبا لظاهره ثم، لتحقيق النفوذ، إحرص بعد ذلك على التطبع بمرونة أكبر لتعود بعد ذلك بالتدريج إلى حالتك العادية.
4- تطبع بشخصية محترمة:
الإستهانة بالنفس وبالآخرين وعدم رعاية الإحترام والأدب أثناء الكلام والسلوك، كلها أمور تخفض من مستوى جاذبيتك المطلوب أن تكون أنيقا في ظاهرك تقيا في باطنك. فالمؤدبون الوقورون والمحترمون هم دون شك أشخاص جذابون وهذه الجاذبية تعم كيانهم بأسره.
فمن يجيز لنفسه كيل السباب للآخرين والتشهير بهم ويقضي أوقاته في التهكم والسخرية ربما يتمتع في ظاهره بجاذبية خافتة ولكنها جاذبية تفتقد أي طابع نفسي. وأثرها الذهني كذلك لايكون مطلوبا.
تحلى بالأدب والإحترام وبشخصية رصينة. سوف تتحقق لك الجاذبية تلقائيا.
5- لا تتماد في المزاح ولكن.. أكثر من التبسم:
المزاح الزائد يقلص من طاقتك الذهنية وجاذبيتك فالمزاح الزائد يمحو تدريجيا الحدود الأخلاقية المطلوب رعايتها وينتهي إلى إجهادك وإكثارك من الكلام وربما استهانتك بنفسك والآخرين.
كن بشاشا، فالبشاشة تمنح سيماءك جاذبية متعمقة.
ففي التبسم وقار ورصانة وجاذبية وفي المقابل يوحي الضحك والمزاح الزائدان بالخفة ويقلصان من مدى جاذبية الشخص.
6- الحزم يعني الجاذبية:
كل من يتميز بشخصية حازمة ويلتزم بأهداف معينة وقيم ثابتة ونهج مدون في الحياة، يتمتع بالجاذبية لامحالة.
فالمتمكنون من قول "لا" لا يغدون ألعوبة هذا أو ذاك قط، إنهم جذابون.
ساد بين الناس أن يغض البعض طرفهم عن أهدافهم وبرامجهم ومطالبهم والتضحية بأنفسهم من أجل الغير، يريدون بذلك تحقيق الجاذبية والوجاهة لأنفسهم.
ولكن نجد أن أصحاب الشخصيات المثيرة للإهتمام والمؤثرة يتميزون بقوة الإرادة والثقة بالنفس. إن الإلتزام بهدف معين وثابت والتحلي بثقة عالية بالنفس وامتلاك القدرة والشجاعة الكافية لمواجهة كل ما يتعارض مع قيم الشخص ومثله السامية بقول كلمة الرفض "لا" يضفي على شخصياتنا درجة أكبر من الوجاهة والإرادة والحزم. "والجاذبية" بحد ذاتها تعم وجود أصحاب مثل هذه الشخصيات.
7- اضبط ميولك وغرائزك:
الشخصيات المتطبعة بإرادة قوية تمكنهم من التحكم بغرائزهم وميولهم بدرجة أكبر والناجحون في ضبط رغباتهم الجنسية وشهواتهم وميلهم للأكل وخبرات انفعالهم وهياجهم وكذلك عواطفهم، يتميزون بجاذبية معنوية وبتأثير نفسي في الآخرين ويترشح عن كيانهم طاقة مفعمة.
بينما المنقادون وراء غرائزهم وشهواتهم، الذين لايشغلهم شاغل سوى تلبية ميولهم ويتعذر عليهم ضبط أنفسهم سيما نظراتهم وألسنتهم يفتقدون الجاذبية أيضا.
تحكم بميولك. لا تخاطب نفسك: وأين للآخرين أن يعرفوا مدى ضبطي لنفسي؟!
إن انحسار طاقتك الذهنية وجاذبيتك الباطنية النفسية يظهر على أية حال إلى العيان بنحبو أو آخر فيستوعبه الآخرون تماما.
من هنا التزم بكل ما ذكرنا لك من وصايا وتطبيقات، فإنها الأسس الأساسية لتقوية العلاقات وتكوين العلاقات الحميمة.
إنه لمن المتعذر عليك ان تحقق التأثير والنفوذ لدى الآخرين دون أن تتمتع بالجاذبية.فتقلص جاذبيتك يقلل تدريجيا، وبشدة من قوة علاقاتك.
سلسلة النجاح بلا حدود.